joiedevie Forum de Aziza Rahmouni
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Le Deal du moment :
Cartes Pokémon : la prochaine extension ...
Voir le deal

دردشات حول كورونا هنا و هناك

Page 2 sur 2 Précédent  1, 2

Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty دردشات حول كورونا هنا و هناك

Message par Admin Jeu 30 Avr - 21:22

Rappel du premier message :


ملف من إعداد عزيزة رحموني*
"تقاسم « اليومي تحت عيون كورونا"

العالم حولنا مُتْعَب مريض موبوء وَ كُلّنا اليومَ جُزْء مِن هذا العالَم المريض بالفعلِ مِنْ زَمنٍ و ليْس منذُ البارحة، إنّه مترنِّح حائر مُرْتَبِك و متلكِّئ في تعاطيه مع القِيَم الإنسانية أخلاقية و روحية. عالمنا الصاخب القلِقُ المثيرُ للقَلَقِ قبل الوباء أصبح فجأة صامتا مُنكفِأً يُدرِكُ هشاشتَه يُدرك سهولةَ انكِسارِه أكثر مِن الفَخّار. فجأة صحوْنا من غفلتِنا لِنَرانا عُشْبا سهل اليباس، سحَابا سِريعَ التّبَدّد. فجأة تساوَت الدِّيانات في الصلاة للدعاء بالّلطيف لوقف الوباء و إنقاذ الأرواح. صار الحجْرُ خلوات للتفكير في العمل الخيري كل حسب مقدوره، للتفكير في نشر شعاع الضوء عبر تقاسم الصور و البوستات و الحوارات الافتراضية...
لِكُلّ هذا رغبتُ في "تقاسم الروتين اليومي تحت عيون كورونا" مع بعض المبدعين عربا و عجما لنرى
كيف يعيش المبدع زمن الحجْر القسري؟
هل يرى ان تيماتِ الإبداع تحْت الحجْر ستتغير؟
و كيف يرى العالم حوله اليوم؟
و كيف نقيس في رأيه، إنسانيتنا زَمَنَ كورونا؟


1/ التّـقاسُمُ الأَوّل مع د.إسماعيل البويحياوي قاص مغربي مهتم بالأدب الرقمي

" رغم ان بلادنا، مثل باقي بلدان العالم عاشت فترات الأوبئة، والجوائح، والمجاعات، فإن زمن كورونا بالنسبة لجيلنا، وجيل ابنائنا، زمن طارىء، ومختلف جدا عن الحياة اليومية العادية التي ألفناها. أعيش الحجر القسري كظرفية طارئة رفقة ابنائي وزوجتي، لكنني   مقصوص الجناح من الأهل والأحباب وخاصة الوالدة.
أعيش"روتيني الكوروني" إن صحت العبارة، كما يلي:
  الصباح: حركات رياضية خفيفة، الصلاة، الفطور ثم أعتكف في مكتبتي الصغيرة، إن لم يكن البيت في حاجة إلى أغراض أقضيها. وقبيل السادسة مساء أقصد التلفاز لمتابعة مستجدات الحالة الوبائية اليومية. بعد صلاة المغرب، أتمشى في السطح لمدة تفوق النصف ساعة، ثم أنزل لتناول طعام العشاء، ولعقد شبه اجتماع يومي تثار فيه أسئلة، وأخبار، ونتبادل ما يروج في محيط الوباء محليا، و وطنيا، ودوليا.
أعتقد أن ثيمة الحجر ستشكل موضوعا مهما في مجال الابداع، لكن بعد الاختمار، والترسب في وجداننا، وأذهاننا. وبعد اكتمال الصورة وطنيا ودوليا. لكنني أومن أن القضايا الكبرى التي تهم الإنسان ستظل لصيقة به، ولا بديل عنها. كقضايا المحبة، والخير، والجمال، والعدالة لأنها هي عمق الإبداع ونسغه، رافقت الإنسان منذ الأزل. وستظل ترافقه حتى يرث الله الأرض ومن عليه.
ربما نحتاج إلى وقت، وإلى مسافة كافية عن زمن كورونا لنرى العالم، ويرانا بوضوح. ونتلمس معالم هذا الوضع الجديد! في الحقيقة كلنا الآن في حجر نبتلع، وبشراهة جماعية، مرعبة، أرقاما، وأخبارا بعضها صحيح وجلها وزائف. كما تبتلع، في المغرب، النكت التي تعكس شخصيتنا بما لها، وبما عليها. لكن بدأت تظهر في الأفق تحليلات بعض العلماء، والمثقفين الكبار التي تنبئ أن العالم ارتكب خطأ فظيعا على عدة مستويات علمية، واقتصادية، واجتماعية، وصحيَّة وغيرها. تعرت حقيقة دول كنا نعتقد أن نظامها الصحي مكتمل وقوي، ومُعَوْلَم. أقنعت الصين العالم أنها في طريقها لتكون القوة الاقتصادية الأولى في القريب العاجل. لقد خرجت معافاة من أزمة كورونا، وتجني نتائج ذلك النجاح بسرعة فائقة. تعرت عثرات الرأسمالية الإمبريالية، وانكشفت وأخطاؤها الفادحة. اتضح أننا فعلا بحاجة للعلم، والمعرفة، والصحة، والتربية. اتضح أن علينا الاعتماد على طاقاتنا مع الرهان على الإنسان اولا واخيرا.
 يمكن القول بصفة عامة، في زمن الأوبئة، تحتاج الأمم لقيمها الأصيلة وتحتاج للحكماء، والأذكياء لأخذ القرارات الصائبة، مع ضرورة الحَزْمِ مع فئة تتغابى، ولا تعير الأمر ما يستحقه من الاهتمام، وتشكل حجر عثرة في مواجهة الجائحة. وعلينا، في الآن نفسه، ألّا ننسى أن فئة عريضة تحتاج فعلا إلى دعم حقيقي لإنجاح عملية الحرب على الوباء.

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Aoa_ao10

*/*/*/*


Dernière édition par Admin le Ven 5 Juin - 18:25, édité 7 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas


دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty أحمد شرقي قاص مغربي

Message par Admin Dim 7 Juin - 23:16



دردشة مع القاص المغربي أحمد شرقي
دعيني أستهلّ هذه الدردشة بمقولتين جميلتين تعكسان ما نعيشه اليوم: يقول فرانز كافكا "الخروج من البيت مغامرةٌ خطيرة"، ويقول ارنست همنغواي " ابتعادنا عن البشر لا يعني كرها أو تغيّرا، العزلة وطن للأرواح المتعَبة".
بقدر ما حملته وتحمله جائحة كورونا من مآس وخسائر على المستويات كافة، وفي كل بقاع العالم، يبقى للحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية التي تعيشها بلادنا على غرار باقي البلدان، نِعَماً وإيجابيات أُقرّ بها منذ إعلان الحجر في 19 مارس من العام الجاري، نِعمٌ لا يستشعرها إلا قارئ حامل لشغف القراءة، أو كاتب حامل همَّ وقلق الكتابة.
وإذ لا أنفي الظروف الصعبة التي تعيشها فئة عريضة من المغاربة الذين يصارعون بشكل يومي ضنك العيش قبل الفيروس المستجد وبعده... أؤكد أن كل الخطوات والإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الدولة ( إغلاق الحدود، فرض الحجر الصحي، دعم الطب العمومي بكوادر الطب العسكري، إحداث مستشفيات ميدانية, إنشاء صندوق كورونا..)  هدفت إلى حماية الإنسان، قبل المال والاقتصاد.. فالرأسمال البشري هو أساس كل تقدّم، وتنميته رهينة، في نظري، بتكوين وإنتاج أجيال قارئة ومبدعة.
أتحدث هنا بوصفي قاصّا وكذلك موظفا، أعمل منذ بداية الحجر- بحكم طبيعة عملي- في الشارع العام يوميا، ما جعلني أحسد من يشكون قساوة المكوث في المنازل، وأحاول الابتعاد عن سلبيتهم قدر الإمكان، لجهلهم قيمة  البقاء في البيت، بالنسبة لي قد يكون ذلك دافعا لتحقيق مشاريعَ قرائية وإبداعية أجّلتُها منذ زمن. كما أواجههم غالبا بالحديث النّبوي "اغْتنِم خمساً قبل خمسٍ" ، ومنها "فراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك".
واجهت في البداية صعوبة كبيرة في الجمع بين العمل اليومي والشغب القصصي، وكذا تلقي دروس الجامعة "عن بعد" وإنجاز الواجبات المتعلقة بها، كوني طالبا بسلك الماستر، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ماستر النوع الاجتماعي، الخطاب والتمثلات، وأتوجه هنا بخالص الشكر ووافر التقدير إلى أساتذتي الأفاضل على سهرهم على السير الملائم واليسير للسنة الجامعية. إلى جانب ذلك، وضعت لائحة لمجاميع قصصية و روايات وكذا كتب تنتمي إلى مجال تخصصي الجامعي، باللغتين العربية والفرنسية، لكن وثيرة قراءتها تسير عندي ببطئ نظرا لما ذكرته من قبل.
كل ذلك لم يمنعني من امتشاق القلم من حين لآخر وكتابة قصص قصيرة وأخرى قصيرة جدا أو مسودات على أمل جمعها مستقبلا في مجموعة قصصية تضاف إلى رصيدي وتجربتي القصصية الفتيّة.
بالنسبة لي، العزلة طقس أساسي من طقوس الكتابة، وعدم الاستفادة منها في هذه الظرفية يحزنني، لكن، واستنادا إلى مبدأ التقابل، يبعث في نفسي إرادة قوية وعزيمة لاستكمال مشاريع أدبية ظلت معلّقة لفترة من الزمن، واستغلال الساعات القليلة الذي يمنحني إياها العمل والدراسة استغلالا رشيدا، برغم ما في ذلك من إرهاق.

ومما يبهجني، التزام عدد كبير من المبدعين، في القصة القصيرة والقصيرة جدا والشعر..بالكتابة اليومية والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات وبث مباشر و إبداعات من وحي الجائحة، ما أسماه البعض بأدب الحجر، وأذكر في هذا الإطار مدونة "أرخبيل الفزع" للقاص المبدع أنيس الرافعي، وسلسلة "قصص مسموعة" التي يعدّها القاص المبدع عبد الواحد البرجي، وسلسلة " قصص مسموعة" كذلك التي تعدّها وتقدمها القاصة والإذاعية السودانية وئام حمزة.. وغيرها كثير.
إن العزلة التي يفرضها الحجر الصحي تُحفّز على الإبداع كما القراءة، تعيد الإنسان إلى ذاته، للتصالح معها والنبش فيها، وبالتالي إدراك ما أضاعه الزمن قبل الجائحة. وفي رأيي، يجب توثيق أدب هذه الظرفية، من خلال النشر الورقي بعد زوال الأزمة، وعدم الاكتفاء بالنشر الإلكتروني، لما للورقي من أهمية لا مجال للخوض فيها في هذه الدردشة.
إن ما نفتقده في ظل الحجر الصحي هو الوعي بخطورة الوباء لدى فئة أراها أقلية، فخلوّ المحيط العائلي والسكني من الإصابات أحيانا يدفع الأفراد إلى الاستهانة بالوباء بل وتكذيب كل ما يروج حوله، بالمقابل، أكدت الأزمة وعي المغاربة ووطنيتهم، من خلال الالتزام بالتدابير التي اتخذتها الدولة ، وكذا تقديرهم  للخدمات الجليلة التي تقدّمها فئات من الموظفين في قطاعات الأمن والصحة..كانت ولازالت تقف في الصفوف الأمامية، ملبية نداء الوطن، وهو ما أعاينه بشكل يومي من خلال اللقاء بالمواطنين والاحترام المتبادل الذي يميّز كل حوار... سيدفعنا هذا الوباء من دون شك، إلى إعادة ترتيب الأفكار والأولويات، سواء على المستوى العام، أي السياسي، أو على المستوى الخاص، أي رجوع كل فرد  إلى ذاته والتصالح معها، متسلحين جميعا بالوعي واحترام الآخر.
*/*/*
إعداد عزيزة رحموني



-*-*-
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Charqy10

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Eyac_a11

إعداد عزيزة رحموني


Dernière édition par Admin le Mer 24 Juin - 19:22, édité 1 fois

Admin

Nombre de messages : 6730
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty صالح لبريني شاعر مغربي

Message par Admin Lun 8 Juin - 23:55






صالح لبريني شاعر مغربي


كيف تعيش الحجر الصحي؟
في البدء كان الإنسان محجورا عليه بنواميس أخرى تحدّ من رغبة الكائن في التفكير، والذهاب في مسالك مختلفة في الإبداع والخلق، وقد خلّف لنا الكثير من الملاحم والأساطير والنصوص، التي تخلّد هذا الاعتزال الصحي جرّاء الأوبئة . أما اليوم فالإنسان المعاصر، كان متفرّدا في السياحة والترحال في وِهادٍ شتى، يختار وفق نزعاته الذاتية والفكرية العزلة والانفراد بكينونته بعيدا عن جلبة الصراعات والحروب والعداوات للإنصات إليها، مصيخا السّمع إلى حفيف أنفاسه، متأمّلا هذا الكون الممتدّ في اللانهائي، فجاءة يعثر عن نفسه مُطوّقا ومُحاصرا بين أربعة جدران بعدما لفظته الحياة اليومية العادية، والحقيقة أن الأرض، بعد أن كان ينتهك حُرُماتها بجنون وبغابوية مقيتة، هي مَنْ قذفت به إلى شواهد الحياة، لتخلد إلى ذاتها، علّها تستعيد بعض ماضاع وسُلب منها منذ قرون خَلَتْ،وتتنفّس الصعداء. فأصبح الإنسان سجين أقفاص صدره الذي ازداد ضيقا وتبرّما من طول الإقامة في هذا الاعتزال الصحي.
بالنسبة لي فأنا كنتُ خارج الاعتزال الصحي، أعيش وجودي ببساطة وأمارس حماقاتي كما أريد في مملكتي التي حصّنتها بقلاع حصين من جنود لا يشعلون حروبا، ولا يكيدون لأميرهم، ولا ينسجون الحكايات بإبر الادّعاء والمؤامرات، جنود آمنوا بحمايتي من حرب ضروس يتزعّمها كائن لامرئي مدجّج بأسلحة فتّاكة لا تُرى بالعين المجرّدة، كما أرادوا له الرأسمال العالمي إشاعته بين النفوس المريضة، والعقول التي تبلّدَت وتكلّست، فصدّقت ما صدّقتها، ولعلّ الأخبار المبثوثة والمذاعة والنتشرة، عبْر آلات إعلامية مجنّدة، تؤكّد أن الاعتزال الصحي كان نتيجة صراع الزعماء على كعكة العالم، لتسقط البشرية في رُهَابٍ نفسي خانق ومرعب، مما سيؤدّي إلى ظهور بؤر أمراض نفسية كثيرة-بعد كورونا- في هذا الكائن الذي تسلْطن واستبدّ، وعَبَدَ ذاته واستعبدها ونسيَ الروح، الإرث الذي ضيّعته البشرية، جنودي كائنات لغوية من كتب مختلفة المشارب أعيش معها وتحصنني من شرّ البشرية، ترعاني وأرعاها بمحبة وبدون مكائد.
ما الذي تفتقده أكثر تحت الحجر؟
الإنسان لا يمكن أن يكون مفردا، ولا قيمة للفرد إذا لم يتآلف مع الجماعة، فاليد الواحدة لا تصفّق، ولكنها قد تصفع وتقتل وتكيد وتوقّع على خراب الدنيا، وقد تشعل الحروب وتقضي على الحياة في رفّة هُدب، لكن الإنسان المفرد لن يؤثر في شيء، لذا فالاعتزال الصحي حرمني من أصدقاء كنت أقتسم معهم فرح الحياة، ووجع الإنسان، ونمارس حماقاتنا النبيلة في حقّ العالم، بمعنى آخر افتقدنا الدفء الإنساني، فالكائن البشري أصبح داخل معتقله الصحي جزيرة معزولة عن نفسه وعائلته ومحيطه، أليس هذا نوع من الحمق؟ ثم إن العزلة التي نعيشها لا مذاق لها، إنها مُرّة وشاحبة الطّعم، لكونها فُرِضَت عليّ، في حين عندما كنت أختار العزلة، حينها العالم الخارجي لاقيمة له عندي ، أعتبره مجرّد عدم يَلْغَطُ بالضّجيج والمناكفات والمشادّات والمكائد الخبيثة، التي تُحاك ضدّ المحبة والعيش الكريم، وتحقيق العدالة بشتى تلاوينها، اليوم هذه العزلة تُميتُ أكثر مما تُحيي، وتزرع الشكوك في الأرواح والنفوس، تثير الحيرة والتردّد، ولعلّ في وضع الكِمامات على الوجوه تجريب لتكميم قادم قد يكون قاسيا على الإنسان، آمل أن يكون اعتقادي خاطئا، وهي أقنعة نضعها لا لحمايتنا من الفيروس كوفيد19، وإنما لتدريبنا على الخرس والصمت والانكماش.

هل تغير الجائحة معالم العالم فينا وحولنا؟
هذه الجائحة أولا أنها كشفت عن حقائق مخيفة ومثيرة للكثير من التساؤلات، يتعلّق الأمر بانهيار التكتلات الحغرافية والاقتصادية والسياسية، ثانيا عرّت الآخر المتقدّم الحامل كذبا نبراس العلم والعقل، من خلال ممارسات لا تمتُّ بصلة لهذا الفكر، ولهذه الثقافة الحضارة، فتفكَّكت عُرَى الاتّحادات ، وطغت على السطح المصالح الآنية، باتّباع القولة المشهورة ومن بعدي الطوفان. ثالثا أن هذه الجائحة ستطرح أسئلة على الإنسان وعلاقته بذاته، وعلاقة الإنسان بالمحيط، وبالكون والبيئة، وظهور إشكالات عويصة تجعل العالم يزداد انقسامات وربما ،لاقدّر الله، حروبا فتاكة، ستأتي على جمال الكون الذي صاغه الله الخالق المبدع، وكل ما يمتّ بالحياة. ويزداد عدد فقراء العالم. رابعا ما أخافه هو أن يتحوّل العالم إلى ساحة للتطاحنات والاقتتالات باسم الشجع الرأسمالي المستبد. خامسا أن العالم العربي ستزداد أوضاعه كارثية، لكونه خارج التاريخ وبعيدا عن دورة الحضارة ، و الدّليل على ذلك ما لاحظناه في كل الأقطار العربية، من عدم احترام حالة الطوارئ المعلن عنها من لدن المواطن العربي، وهذا بَيانٌ على إفلاس الأنظمة وفشلها في بناء الإنسان المواطن، الذي يتحمّل المسؤولية، ومن هنا يطرح على الجميع إعادة الاعتبار إلى مجالات حيوية تشكّل عَصَب كل تقدّم وتنمية،يتعلق الأمر بالتعليم والطب والبحث العلمي و إلاء الأولوية للموارد البشرية الأولوية؛ لتفادي الجحيم الذي ينتظر عالما عربيا متشرذما مفكّكا، غارقا في أوحال الحروب والنزاعات بدعوى إقامة أنظمة ديمقراطية، جاء بها ما سمّي جزافا ب"الربيع العربي".
هل يخلخل الحجر أسئلة الوجود؟
تاريخ الأوبئة، على مرّ العصور، بل إن كل أزمة يعيشها العالم، لابد أن تحدث ثقوبا في التفكير الإنساني، وتخلق قضايا لها ارتباط وثيق بالإنسان، خصوصا وأن هذا الإنسان ابتعد كثيرا عن جوهره الإنساني، وسقط في التفاهات، من تتفيه لكل شيء، بدءا منه مرورا بعلاقاته مع الآخر، وقوفا على الانغماس في التسطيح والاعتناء بالظاهر وتغييب الباطن، وصولا إلى تعليب السياسة والثقافة والعلم، وازدادت عداوته للمدرسة ومؤسسة الأسرة، وانتصار الفردانية. فالحجرالصحي، بسبب الجائحة، سيعيد الإنسان إلى جادّة العقل والتفكير المعقلن، وسيكون أيضا رادعا لكل النفوس التي كانت غارقة في الجشع والتسلط، على معطى واحد وهو أن كوفيد 19 لم يميّز بين الناس، بل كان صفعة مباغتة للإنسانية قاطبة، كي تستفيق من العمى الذي يلبس العقل والفكر والإنسان.
-*-*-
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 10293710

إعداد عزيزة رحموني
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty إبراهيم قهواجي شاعر مغربي

Message par Admin Mar 9 Juin - 19:50

دردشة مع الشاعر إبراهيم قهواجي
 ( باحث في في الأدب المغربي الحديث والمعاصر، وديدكتيك اللغة العربية

دردشة مع الشاعر إبراهيم قهواجي
في زمن لم يخطر على بال أحد إغارة وباء كوفيد19 على البشرية جمعاء من أقصاها إلى أدناها تغير معالم الحياة في كل مستوياتها الشخصية والتواصلية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية...
لا أعيش الحجر على وتيرة واحدة؛ في البدء كنت أحيا صدمة الوباء بما يحمله من موت وخوف وإعادة ترتيب العالم من حولنا من جديد... موت أعداد بشرية هنا وهنا... خوف على النفس والأقارب والأصدقاء... خوف مما قد يربك الاحترازات الوقائية الرسمية والشخصية...
بمعنى آخر تبدل الأحوال العادية قبل الوباء، إلى وضعيات غير عادية بعده ما دام هذا الوباء قوّض الكثير من الأنساق الثقافية قبل كرونا، إلى أنساق ثقافية مستجدة فرضتها الجائحة: الاهتمام ومتابعة الوباء خارجيا وداخليا، الحرص على الاحترازات الوقائية، تغير عادات النوم والأكل والخروج والدخول من وإلى البيت، تبدل مسافة التواصل الاجتماعي والاستعاضة عنها بالتواصل عن بعد.. تعطل الكثير من الخدمات، إغلاق الكثير من المؤسسات... تجنيد الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء... فعلا هي حالة طوارئ بما تحمله الكلمة من معاني...
في مرحلة تالية أعد أهتم بالمتابعة اليومية لعدد المصابين في البلد وخارجه...، ولا بالتقارير حوله داخليا ولا خارجيا، لا شك أنها مرحلة قنوط وغموض أمل انقشاع الأزمة الوبائية.. وتصاعد عدد الإصابات في بلدي كان يستدعي نقد وإعادة النظر في كل السياسات المتعاقبة على تدبير الشؤون العامة للوطن التي أفقرت ودجّنت فئاته الهشة العريضة، وأغنت فئة معروفة بوسائل غير مشروعة...
في خضم الوباء كنت ألوذ إلى الشعر قراءة أو ، بكل أعطابه...
صحيح أن هذا الوباء بقدر ما حمل من النقم  كالحد من حرية الناس....، فإنه ساق نعما كثيرة؛ إذ قوى من التماسك الأسري، والتكافل الاجتماعي، وأزال كل معالم التفاهة التي كانت تضج بها حياتنا سابقا كالفن الهابط بكل أنواعه... وجعل من الطبيب والممرض والأستاذ والشرطي... درعا أماميا لحماية الناس...
وباء كوفيد19 غيّر فينا الكثير من العادات والأنساق.. فهل فعلا سنعيش عالما جديدا بعد كرونا  أم أنه بزوال الجائحة ستعود الحياة إلى سابق عهدها، كما تأثير فقدان عزيز.. إذ سرعان مع تقدم الزمن أن نتخفف من الحزن عليه، ونألف غيابه...؟؟؟
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Brahim10

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Aiyo10


Dernière édition par Admin le Ven 26 Juin - 15:01, édité 1 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty بوشعيب عطران شاعر مغربي

Message par Admin Mar 9 Juin - 19:58

بوشعيب عطران


هذه الأسئلة التي أعادت ترتيب أفكاري وفتحت مغاليق جديدة في ذاكرتي.
- بين الصدمة والخوف يعيش العالم حالة الحجر، كيف تعيش الحجر الإجباري؟
عرف الكون منذ نشأته ضروبا من الأوبئة والأمراض،أودت بحياة الكثير من الناس،أما هذا الوباء فإنه يختلف اختلافا كُّليا عمّا عهِدَته البشرية لسرعة انتشاره. في أوْج تقدم الإنسانية والانتصارات التي حققتْها، تُهْزم من طرف مخلوق مجهري.هذا العدو الغير مرئي، اضطر معه الناس إلى حجر أنفسهم طوعا في بيوتهم و الامتثال لما تمليه السلطة من قوانين، قوانين باتت شبه موحدة في العالم أجمع، لمحاربة و مواجهة هذا الوباء. أعني بها مسافة الأمان المطلوبة- التباعد الاجتماعي- عدم المصافحة باليد أو العناق والتعقيم عند لمس أي شيء، وفي حالة المخالفة هناك عقوبات زجرية تختلف حدتها من بلد لآخر.
كما الآخرين، أعيش الحجر ككابوس يجثم على أنفاسي، يقض مضجعي، أعيشه رغما عني، مع اختلاف بسيط أني لا زلت أزاول عملي كالمعتاد لاشتغالي بالقطاع الخاص، طبعا مع أخذ الحيطة والحذر وعدم الاختلاط مع الزملاء ولا أبرح منزلي إلا للضرورة القصوى.
- ما الذي نفتقده أكثر تحت الحجر؟
الكثير من الأشياء التي نفتقدها اليوم، علاقتنا الاجتماعية وتغيير ملحوظ في سلوكنا اليومية تجاه الآخر.
أما عني؛ افتقدت المقهى ملاذي الأول وفضائي المميز للكتابة..افتقدت جولاتي المسائية قرب الشاطئ.. افتقدت أصدقائي.. افتقدت الملتقيات الثقافية .. حاليا أتعايش افتراضيا مع هذه العلاقات المغيبة، لأتجاوز ما ينهك نفسي من قلق..افتقدت عفويتي تجاه الآخر مع الحذر الشديد، أخشى مع مرور الوقت أن يدفعني للانعزالية.
- هل تغير الجائحة معالم العالم فينا و حولنا؟
حتما ستغير الكثير فينا وبداخلنا، في تفكيرنا الجمعي ،في سلوكنا اليومي وحتى قيمنا ، لأول مرة يعيش العالم أجمع هذه الظروف الاستثنائية، لم تكن أبدا واردة في الحسبان، بين عشية وضحاها اختلت موازين كثيرة غير مسبوقة، طبعا ستكون لها انعكاسات جذرية ،سواء في علاقتنا مع الآخر ،أو في تمثلاتنا عن مجتمعاتنا.
لقد أصبحنا نعيش في رقعة ضيقة مسيجة بالخوف والحذر، وتوتر نفسي دائم منبعه القلق لمصير مجهول.
هذه الجائحة كما الآخرين، ألزمتني العودة إلى الذات والتأمل في ماهية الحياة، والتقاط التفاصيل الغارقة في النسيان، محاولة مني لبناء مفاهيم جديدة بعيدة عن كل التباس
. ككاتب أحاول التغلغل إلى دواخلي، والتعبير عما يخالجني بشذرات شعرية، أتقاسمها مع أصدقائي على صفحات التواصل الاجتماعي، عنونتها بزمن الحجر ، و كأني بذلك أفتح كوة، أتوخى منها نورا يبدد ظلام جائحة فرضت قيودا شبحية.
عدت إلى مشاهدة الأفلام التي أصبحت عادة يومية، وكأني أعيد زمنا منسيا، أستمع للموسيقى كمفاتيح للروح الهائمة..  أستعيد ما قرأت من روايات تعج بالفناء والعدم، فيبدو العالم في عيني كما لو أنه شيء لا يذكر.. أكتب قليلا مما علق بالذاكرة لأعيد أشياء منسية.
في زمن الحجر..
وحيدا في المدينة
خاليا من الأصدقاء
ولا مقهى كالعادة ينتظرني
ألف هنا وهناك
من الشاطئ إلى الميناء
يداهمني حنين جارف
لأماكن باتت كمقبرة مكشوفة
لا لغط ولا جلبة
سوى صمت يمسح الوجوه..

- هل يخلخل الحجر أسئلة الوجود؟
أكيد فالبشر في العادة مدعوون لمواجهة المخاطر، سواء أكانت بيئية أو صحية، معها يعيد اكتشاف نفسه و ما يحيط به. ما نواجهه اليوم خطر محدق لا يستثني أحدا، لا يعرف الفوارق الطبقية، ولا الدول الغنية أو الفقيرة، كل على حد سواء، أقفلت المعابد أبوابها كما الملاهي. رجة كونية ستغير لا محالة نفوس الأفراد وتعيد حسابات النظام العالمي وتصحح مساره، بعيدا عن مخططات الرأسمالية الشرسة. هذا الوباء الذي كشف عن مدى هشاشتنا، قد تمتد يده إلى تصحيح مستويات الأفراد وردود أفعالهم، وعلاقتهم بذواتهم، وبالزمن حيث غريزة البقاء والتعلق بالحياة، والأيام القادمة كفيلة بالكشف عما يؤرقنا اليوم. لا ننسى أن لهذا الحجر الاضطراري، نتائج جد إيجابية على البيئة التي عانت من فداحة الإنسان وبالتالي هي بمثابة اختبار للإنسانية أجمع، حول التعايش السلمي الذي أصبح مطالبا به اليوم.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، كيف سنتعايش بعد كورونا ونحتوي أنفسنا و الآخر و العالم؟
شكرا لك الأستاذة رحموني على هذه الأسئلة التي أعادت ترتيب أفكاري، وفتحت مغاليق جديدة في ذاكرتي..مع تحياتي وتقديري.
-*-*-

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Oioo_a10

إعداد عزيزة رحمونيدردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Atrane10


Dernière édition par Admin le Ven 26 Juin - 15:03, édité 2 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty مصطفى لمودن كاتب و قاص مغربي

Message par Admin Mar 9 Juin - 20:02

الإنسان الهش، الإنسان القوي.

مصطفى لمودن كاتب و قاص مغربي
 هل يظلم فيروس كورونا الإنسانَ؟  يمكن وضع هذا التساؤل في خانة السذاجة!
ويمكن وضع نفس السؤال في سياق عقلي ومنطقي قابل للنقاش والسجال والتأمل..
يُحيلنا السؤال على  طبيعة الإنسان، وعلى علاقته بنفسه ونظرته إلى المحيط والكون..
هل الإنسان كائن متفرّدٌ؟ أم فقط عنصر طبيعي له حيّزٌ على الأرض؟
لا يجادل أحد في «حداثة» الإنسان، ولا تساوي 300 ألف سنة المعروفة لحد الآن منذ وجوده، أمام أزيد من 4 مليارات سنة على ظهور الحياة فوق كوكب الأرض! هذا إذا كنا نتق في الأركيولوجيا وبقية العلوم الأخرى مثل البيوكيمياء. من لا يتق في العلم يمكنه أن يصدق حكايات أخرى.
فمن أين جاء هذا المحتلّ والمنافس لبقية الكائنات؟ لا أحد يملك جوابا مقنعا!
لنفترض لو ينقرض هذا الكائن المسمى إنسانا، ماذا سيحدث؟ هل ستخسر الأرض شيئا أم ستربح وتستريح؟
 فمَن السابق في العالم الإنسان أم الفيروسات؟ مرة أخرى يبدو أنه سؤال بلا معنى! لكن، من يحق له إرث الأرض؟ أم هي فضاء مشاع لجميع الكائنات؟
عندما يستحضر الإنسان أحاسيسه تتغير نظرته إلى الأشياء.
 هل يمكن للإنسان أن يترك أحاسيسه وهواجسه جانبا ويشرع في عملية تفكير وتأمل بشكل محايد؟
الإنسان ليس تمثالا!
ولكن، هل يمكن للإنسان أن ينزع عنه فكرة الموت؟ أو ينساها ويزيح كل خوف منها جانبا؟
 حاول الإنسان ذلك مرارا، فوجد الجواب في إيمانه بالبعث والقيام من جديد. ذلك سلوته! وتلك نظرته التي تُبعد عنه الشجن كما يفعل أي متدين ولو كان حاكم مصر القديمة، أو أحد حكام الصين قبل ظهور الديانات السماوية بمئات السنين.
  حتى المشاركة في المعارك، والتي تحمل الموت المؤكد أو المؤجل، ظل الإنسان يجدُ لها المبرر، يترك الفزع من الموت جانبا، وينخرط في معركة يعتبرها أهم من الحياة في ظل وضع معين! وعندما تقام حفلات التأبين على شرف الموتى، فذلك يعني الأحياء ورسالة إليهم.
   كورونا يحمل الموت حلى جناحيه، ينثره بسخاء على البشر، ويجعل كل عنصر أصيب بالعدوى في خدمته، حاملا  للوباء، ومعديا محتملا، ينقل الخطر إلى الآخرين. أليس هذا «ذكاء»؟ أو على الأقل تقنية بارعة في فن التكاثر من طرف كائن غريب أطلقنا عليه اسم كورونا؟!
   أن يشعر كائن بشري بهامته أن الآخر القادم من جنسه يحمل إبادة مفترضة! والالتزام بالتباعد المجالي والاجتماعي، عوض مودّة تتطلب تبادل المصافحة والتحية بأحسن منها! وحتى العناق المفعم الحاسيس والدفء. تتلاقى النظرات وتُلقى كلامات متحشرجة من بعيد كأنها شرر حارق. وضع مختلٌّ..
 لأول مرة في التاريخ  الإنتظارات مركزة على المختبرات العلمية، العلم ولا شيء غير العلم وبقية منتوجاته، لعل أبسط تجلّ لها الميكروسكوب. يعرف الآن الإنسانُ خصمَهُ، ويعلم تركيبته الجينية وكيف يتكاثر. ولا حلّ إلى حد الآن سوى الاعتزال وتطبيق الحجر الصحي، وهذا جانب كان جاريا به العمل قديما كذلك بفعل التجربة لما كانت تحل الكوليرا أو غيرها.
  غابت بقية «الحلول» الأخرى التي كان يلتجئ إليها الأجداد، لأنها غير مجدية، رغم تعنّت البعض. فلا شيء يُحارب إلى جانب الإنسان سوى الإنسان نفسه، وقد شعر منذ زمن أنه تُرك لمصيره. بل إنه كان متروكا لذلك منذ البداية.
  حتى لو انتشر فيرسو كورونا على نطاق واسع، فلن يُفنيَ كل البشرية، ولكن الإجراءات الاحترازية ضرورية حتى لا تضيع الأرواح هباءً.
 كورونا لا يعرف الظلم، ليست له أحاسيس ومواقف في هذا الشأن، هو يحيا فقط، يتكاثر بطريقته كما تتكاثر جميع الكائنات. هل يدري أنه يخرّب الأجساد التي يمكن أن يتعايش معها كما تفعل كائنات أخرى مثل البكتيريا الحميدة؟ وبالتالي فخراب الأبدان من خرابه هو كذلك، فمن يُمكنه أن يوصل إليه هذه الرسالة؟ ليس بالعبارات، ولكن بالتدخل في جيناته البلهاء وذاكرتها الخرقاء!
  الإنسان جزء من الطبيعة، لكنه يُحدث لها أحيانا أضرارا فادحة، يمكن أن يرتكب الحماقات، حتى أنه بذلك يمهد للقضاء على جنسه، مثلا أن يُطلق النووي من عقاله، أو  يشرع في تغيير التركيبة الجينية للكائنات، فتنطلق سلسلةُ خراب، أو يخترع بوابة لجهنم.
  يتجلّى الإنسان فوق الكرة الأرضية في هشاشة بالغة، يمكن لأي هفوة أو قشة تبن أو فرفرة جناح بعوضة، يكون وراءها الإنسان بعمل أخرق، يمكن  أن تُحدث الكارثة.
  قوة الإنسان في عقله، وفي ذلك ضعفه في حالة التهور، كل شيء مرتبط بطريقة الاستعمال، وكما قضى الإنسان على عدد من الأمراض أو نقص من خطورتها، يمكنه كذلك الحد من انتشار فيروس كورونا، وما ذلك ببعيد.
-*-*-
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Lamoud10

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Aao_aa10

إعداد عزيزة رحموني


Dernière édition par Admin le Ven 26 Juin - 15:06, édité 1 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty زهور العربي شاعرة تونسية

Message par Admin Mar 23 Juin - 23:35

بعد الحجر- إنجاز عزيزة رحموني


من الحجر الكامل إلى الحجر الموجه يظل الكثير مِنّا تحْت الحجْر، ما الذي اسْتـفدْناه من الحجر؟ و كيْف نتصرف بعده؟ هل تغيّرتْ نظرتنا للحياة و الإنسان بسبب الحجر؟ سنُسائل بعض المثقفين حول تموقعهم في ساحة الحجر لِنُطِلّ على بوحهم...لنتابع
زهور العربي شاعرة تونسية
الأرض تضع أثقالها ... الأرض تتنفس


يعيش العالم حصارا  كورونيّا غير مسبوق , حصار أعادنا إلينا إلى عائلاتنا بعدما كنّا نعيش الشّتات اليوميّ، فلا يلتقي أغلبنا الاّ مساء،  منهكين لأخذ نصيب من الرّاحة في انتظار شقاء متجدّد، نشاط مُونوتونيّ مقدّرعلينا يوميّا، فرضه  نمط حياتنا  المتسارع حتّى بِتنا كآلات مبرمجة
 وهذا الوباء الذي حصد آلاف الأرواح وما يزال يتربّص بنا جميعا له وجه آخر، فهو بكلّ جبروته فرصة تاريخيّة لمراجعة النّفس ومراجعة السّياسات المتبعة دوليّا والوقوف على القيمة الحقيقيّة لهذا الوجود، فرصة للوقوف على ما ضاع منا من إحساس بالآخر وبالقيم الانسانيّة التي تناسيناها في زحمة انشغالاتنا وتكالبنا على  وهم الحياة،  في زحمة الصّراعات على كل شيء وعلى لا شيء، فرصة للمسؤولين على مؤسساتنا القاتلة الراّكدة  وللموظفين  والمحتكرين والسرّاق والمجرمين والسياسيين ليحاسبوا أنفسهم  على ما اقترفوه في حقّ هذا الوطن  المستنزف  الأعزل في مواجهة آفة دون احتياطيّ  ولا معدّات ولا بنية تحتيّة صحيّة  ولا إرادة سياسيّة واضحة و..و..
حينما أتأمّل ما فعل هذا "كوفيد 19" في الصّين، هذه الدّولة العظمى علميّا يُصيبني الفزع والإحباط  وأدعو الله ألاّ نبلغ مرحلة نرى فيها أحبّتنا وجيراننا  يرحلون فرادى وجماعات دون أن نقدر على مساعدتهم، يزيد خوفي على أمّي وأبنائي وكلّ أهلي،  يزيد خوفي على الإنسان في كلّ شبر من هذه المعمورة، فأنا لم يزعجني الحجر لأنّني أمْيَل إلى العزلة بطبيعتي  ولكن الانتظار يرهق روحي، انتظار المجهول وسط صيحات الفزع ورائحة الموت المتشظّية  على صفحات  التواصل الاجتماعي  والتّلفزات، لذلك تذرّعت بالصّبر يقينا منّي بأنّ الفرج قريب وأنّ لا أحد يموت قبل أوانه، لقد عاشت الانسانيّة هزات وأوبئة وحروب مدمّرة وحصد الموت آلافا ومع ذلك مازالت الأرض تنبض ومازال الإنسان يخرّب ويبني و كأنّ الأرض تضع أثقالها في هذه المرّة كأنّها تتنفس الصّعداء بعد أن اختنقت من التّلوث لدهور وأدمتها الحروب وأغرقتها دماء البشريّة ولعلّ تلك الحروب  أرحم  إذ العدوّ  معروف  وبلده معروف وذخيرته معروفة والسّلاح الذي يُمكّن من القضاء عليه معروف، لكن في حربنا  الحالية مع  الكورونا، العدو هُلاميّ لامرئيّ خبيث  والعلم عاجز و المتاهة متشعّبة والاحتمالات مريبة وعديدة ولا حلّ سوى هذا  الحجر، الحبس الانفرادي الكوني، عزلة وحّدت الإنسان في كلّ بقعة من الكرة الأرضيّة هي سلاحنا المتاح والآمن للفقير والغنيّ وللدكتاتوريّ والديمقراطيّ والمؤمن والكافر وانتفت فيها كلّ الفوارق وابتلع السّاسة السنتهم ونطق أخيرا العلماء ... عزلة خلاّقة   أعادتني إليّ وإلى عائلتي وإلى كتب تنتظر أن أنفض عنها غبار التأجيل  وإلى نصوص تحتاج أن  أشذّبها فالمحو أيضا كتابة أخرى وأنا وسط  هذه الحرب الهلاميّة الجرثوميّة الغرائبيّة أحاول أن أستلّ من الأبجديّة حروفا تنبض حياة  لأرسم بها ابتسامة على ثغر الدّنيا البائسة  او أزرع  وردة في أصّ قديم أو أبعث رسائل مُطمئنة  ومضحكة  لأصدقائي  أو أتفقّد أركان المنزل  باستمرار فالبخّاخ المطهّر هرّأ يديّ وورّم عيوننا ومازال هذا المبيد  سلاحنا الوحيد في الانتصار على عدوّنا الرّهيب  ...
أمّا الشّاعرة فيّ فلا تعرف الاستسلام وقد يكون إحساسها  أضعاف أضعاف ما يحسّه الإنسان العادي فما وراء القصيدة قلب قدّ من ورد وهشاشة حدّ الوجع  وجمجمة مثقلة بالهواجس الذاتيّة والاجتماعيّة والعربيّة والعالميّة هذه الهواجس والآمال والطموحات والمشاريع والقصائد لم تعد لها قيمة في خضم حرب وجوديّة انسانيّة، حرب البقاء  "نحيا أو لا نحيا" ننتصر أو نموت  كالفئران في جحورنا الانفراديّة...  لذلك تجلدني الأسئلة :
- أيّ قصيدة  تليق بهذا العدم المتربّص بالإنسانية  ؟
-وبأيّ أبجديّة سأكتبها ؟
-وبأيّ معجم أجابه هذا الغول اللاّمرئي كوفيد 19؟
-وكيف ستكون خارطة العالم ما بعد كوفيد19
-وهل سيدرك الساسة انّ  القادم سيكون زمن المعرفة والعلم
-وكيف أسلّم بالنّهاية وأنا التي يعرّش الرّبيع بين ضلوعها ؟
ومع كلّ هذه الحيرة ونيران الانتظار التي تصهد فؤادي  هناك في اعماقي إحساس  بالطّمأنينة , ولن تُكابد  مثل هذه  الهواجس و المتناقضات إلاّ  ذات  شاعرة ممتلئة حياة و أملا ...
 
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Zhouz_10


Dernière édition par Admin le Ven 26 Juin - 15:08, édité 1 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty ياسمينة حسيبي شاعرة مغربية مهاجرة

Message par Admin Mar 23 Juin - 23:37


بعد الحجر- إنجاز عزيزة رحموني

من الحجر الكامل الى الحجر الموجه يظل الكثير مِنّا تحْت الحجْر، ما الذي اسْتـفدْناه من الحجر؟ و كيْف نتصرف بعده؟ هل تغيّرتْ نظرتنا للحياة والإنسان بسبب الحجر؟ سنُسائل بعض المثقفين حول تموقعهم في ساحة الحجر...لنتابع بوح ياسمينة حسيبي شاعرة مغربية مهاجرة...
الدروس الحقيقية للحجْر الصحي
تزداد توقعات "عالم ما بعد كورونا" لكنّنا لم ننته بعدُ من هذا الفيروس الذي فعل بِنَا ما لم تقدر عليه حربان عالميتان، جعلنا ندرك هشاشتنا في عالم يتبجح بالتطور العلمي والتقني والنووي، ذكّرنا بأننا لسنا سادة العالم ولا سادة الطبيعة ولا حتى سادة أنفسنا، فُضحنا بِضعفنا ثم فجأةً، فقدنا السيطرة على كل شيء.
كشف " كوفيد ١٩" عن نقاط ضعفٍ في الاستجابة العالمية، فدخل نصف سكان العالم عزلة إرادية بسبب الخوف والهلع ، حجروا على أنفسهم طواعية وهم واقعون بين سنديان الخوف من الإصابة بالوباء وبين مطرقة التدهور الذي حلّ بمداخيلهم المادية والإقتصادية.
غيرت جرثومة صغيرة ملامح وجه العالم الى الأبد، توقفت دورة الحياة المعهودة، أُغلقت الحدود بين البلدان بُغية إبطاء وتيرة انتقال الوباء ثم دخلت الإنسانية جمعاء في سباق ضد الزمن مع فيروس ضئيل لا يُرى بالعين المجردة ، خلال أيام قليلة، استطاعت هذه الجرثومة الصغيرةأان تسلب من البشر  حق "الإستمتاع بالحياة" ، فرضت عليهم التخلى عن أبسط العادات اليومية وتحكمت في مصائرهم، في علاقاتهم، في أموالهم، في وظائفهم ناهيك عن إصابتهم بالأمراض النفسية.
وما زالت المخاوف كبيرة من حدوث موجة ثانية للجائحة لهذا تسعى البلدان والحكومات حول العالم إلى وضع  خطط ٍوتدابير متعددة من أجل الرفع  المتدرج للحجر الصحي وفرض قيود أخف على الناس.
فما الذي  استفاده البشر من الحجر  الصحي فكريا وسلوكيا ؟
من البديهي أن أنماطا سلوكية ونفسية تتولد أثناءَ وبعدَ وقوع الكوارث والأوبئة، فيبدأ الانسان في حالة الضرر النفسي والجسدي بالتفكير في أسئلة عميقة عن الموت والحياة حسب اعتقاداته وديانته وقناعاته وقد يستسلم للتغيير بسهولة ويتفاعل أكثر مع المستجدات من أجل البقاء على قيد الحياة.
لقد ظهرت خطابات جديدة، عادت مصطلحات وكلمات -كانت موضوعة على الرفّ-لتصخب بها حياة الناس ويومياتهم كمصطلح الحجر أو الكمامة أو الجائحة؛ مصطلحات غيرتِ المواقف والسلوكيات العامة للناس.
تساوى البشر أمام الجائحة بل وتوحّدوا ضد الانقسامات السياسية والعقائدية والاجتماعية وتعزز الوعي الجماعي القائم على التفكير في الآخر، في صحته والحفاظ على حياته، والاهم من هذا وذاك أنّ انعكاسات هذا الوباء على الصعيدين الفردي والاجتماعي هو ما تعلمته البشرية من هذا الوباء.
وتجب  الإشارة إلى أنّ المجتمعات الإسلامية باعتبارها مجتمعات تؤمن بالغيبيات في تسيير حياتها ستصبح لديها حتما " أزمة شك" في سلوكياتها اليومية وستجد نفسها مرغمة على مراجعة نفسها فيما يخص العادات الاجتماعية والثراتيات الثقافية حفاظاً على حياتها وعلى حياة الآخرين بل وقد تصبح لديها قابلية لاحترام التباعد الاجتماعي و التقليل من المصافحة والعناق لأن خط الدفاع الوحيد ضد الفيروس إلى يومنا هو تجنب الناس وبالتالي العمل على اكتساب مهارات وسلوكيات جديدة في التعامل اليومي مع الآخر وجعلها مستدامة لا تبنّيها فقط في سياق وبائي.
وكما هو معروف، فأصل الجائحة لُخّص في سلوكيات غذائية خاطئة، ومن هذا المنظور، شهدنا تغيراً ملحوظا في العادات الغذائية لأن الطعام ونوعيته، يعكس وعي الفرد وثقافته بل وأسباب سلامته وصحته.
لقد اصيب الناس بالذعر إثر الإعلان عن الجائحة فسارعوا إلى تخزين السلع في البيت وهذا دليل على ارتباط الحياة بالأكل، فالجوع خوف يتحكم في سلوكيات البشر وتخزين الطعام يُشعره بالأمان والبقاء على قيد الحياة وهو تصرف طبيعي غير أن حملات التوعية تضاعفت كي يستوعب الناس بأن ارتفاع الأسعار خلال ظروف الوباء قد يصبح نتيجة حتمية للتسوق المبالغ فيه وبذلك يُحرم أصحاب الدخل الضعيف من بعض المواد الغذائية لارتفاع أسعارها  
ورأينا تدخلا ممنهجاً وتوْعويا من طرف الحكومات والمؤسسات حفاظا على الأسعار وحفاظا على القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود كما وان "التفكير في الآخر" أصبح هاجسا وسلوكا "طبيعيا" لدى الفرد.
على ان أهم نقطة في السلوكيات الغذائية خلال الازمة هي عودة الناس الى الطبخ المنزلي والصحي الذي عرفت به المجتمعات قبل اجتياح مطاعم الاكلات السريعة الضارة في غالبيتها وعودة الموائد الاسرية التي كان يفتقدها الفرد خلال سعيه اليومي المضغوط من اجل لقمة العيش بل واكتساب عادات جديدة كالتعقيم الصحيح والنظافة اليومية والحتمية للسلع والمواد الغذائية في إطار الوقاية من الفيروس.
ولا ننسى أبدا أنّ الحجر الصحي ساعد على التحام الأسر من جديد فاجتمع الآباء بأبنائهم بعد ان كانت البيوت مهجورة وأصبحت الأوقات ممتلئة بحضور أُسري "طبيعي" رغم كون الحجر الصحي أو العزل الاجتماعي والمشاكل المادية والاقتصادية الناتجة عنه قد تؤدي عند البعض إلى تفاقم الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب والخوف من المجهول وإنْ كان التواصل عبر الإنترنت قد خفف من عزلة الناس ووحدتهم وأصبح بديلا في التقارب الاجتماعي.
والسؤال المطروح هو : هل سيحافظ البشر على هذه المكتسبات "الانسانية" ما بعد الحجر؟
لقد كانت هذه الجائحة سببا في تبني سلوك أكثر مسؤولية اجتماعيا لكن المصالحة مع البيئة أمر بات في غاية الأهمية ولهذا فمن الأجدر بنا أن نتعلم قواعد التعامل مع الطبيعة .
أجل، لقد حصلت طفرة تكنولوجية واسعة في هذا القرن لكن وللأسف لم يوازيها أي تطور فيما يخص علاقتنا بالبيئة ذلك أننا فقدنا القدرة على التحاور معها بسبب الأنانية، فهل سنستمع اليوم للإنذارات المتعلقة بتغير مناخ الأرض ؟ وهل وبنفس التصميم الذي نسعى به من أجل صحتنا سنعمل ايضا من أجل صحة الأرض؟
إننا لا نعلم اليوم إلى أي مدى سيستقر وباء الفيروس التاجي بيننا، لكننا يجب فعلا أن نتعلم من دروسه وأن نتبنى انماط حياة وسلوكيات جديدة للتعامل مع بعضنا البعض وهذا وحده كفيل بأن يجعلنا ننظر إلى الوباء على انه امتحان للمجتمعات البشرية، ونطالعه بنظرة إيجابية رغم الخسارات في الأرواح ورغم الآثار النفسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأن نستخلص بأن الأزمات والأوبئة دوافع متينة تؤدي لتحولات مهمة وعميقة لمجتمعاتنا أهمها زيادة الوعي الجماعي والتركيز على الإنسان والإنسانية.
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Yasmin10


Dernière édition par Admin le Ven 26 Juin - 15:13, édité 2 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty حميد ركاطة ناقد وروائي

Message par Admin Mar 23 Juin - 23:39


بعد الحجر- إنجاز عزيزة رحموني

من الحجر الكامل الى الحجر الموجه يظل الكثير مِنّا تحْت الحجْر، ما الذي اسْـتـَفـدْناه من الحجر؟ وكيْف نتصرف بعده؟ هل تغيّرتْ نظرتنا للحياة والإنسان بسبب الحجر؟ سنُسائل بعض المثقفين حول تموقعهم في ساحة الحجر...لنتابع بوح حميد ركاطة ناقد وروائي
الحق في الحياة

لعل ما يتبادر إلى الاذهان أثناء الحديث عن فترة الحجر الصحي، هو التغيير الذي أحدثته في عاداتنا، وفي سلوكنا وطباعنا اليومي. لقد تمكن هذا الأسْر الإجباري من أن ينزلنا من فوق صهوة أنَـفتـِنا، وأنانيتنا، ومراكزنا الاعتبارية.  ليُحدث مساواة طبيعية بالإكراه بين الجميع، والوباء يزرع الرعب، والموت بيننا بسخاء كبير.
لمْ يعُد باستطاعة أيّ مِنا، أن يتحمل تبعات، ووقع هذه الجائحة البغيضة... التي عرّت عن الهشاشة، والضعف، والزيف، في علاقاتنا، وغيرت نظْرتنا إلى الواقع والأشياء مِن حوْلنا. وكذلك نظرتَنا إلى مفاهيم بعيْنها: مِن قبيل التقدُّم، والتخَلّف، والقوة والضُّعف... مفاهيم اختلَّت معاييرها، وباتت قدرة الأمم، والشعوب على التحكم في الجوائح، وتطبيق الإجراءات الاستباقية لتلافي تبعاتها الثقيلة، والمكلفة هي المقياس المعتمَد، للحيلولة دون انهيار الاقتصاد، وتفكك سلطة الدولة، وضعف هيبتها.
أمام اشتداد سطوة الجائحة بدا جليا للعيان، أن لا صوت يعلو فوق صوتها، سوى النحيب، وحشرجات اللحظات الأخيرة، ورائحة الموت، ورهاب الأمكنة المغلقة. في وقت علت فيه رايات الاستسلام، إعلانا عن الانهزام بالضربة القاضية، في دول من مختلف أنحاء المعمور. لنتساءل، عن طبيعة الدروس، والعبر المستخلصة خلال هذه المحنة؟
لقد فرض علينا الحجر الصحي، أن نعيد النظر في إيقاع حياتنا اليومية، ونحن نوفر زمنا فائضا عن حاجتنا. وأن نفكر بجدية في كيفية استغلاله بشكل إيجابي، وهو ما يلخص بنا في النهاية إلى حقيقة تجارب فريدة، استخلصنا دروسها،  وعبها بشكل تلقائي، ونحن نعيد النظر في الكثير من الثوابت الزائفة، لنكتشف أن كل شيء  كان براقا في حياتنا، كان  مبنيا على الخداع، والوهم.
قبل الجائحة، كنت خاطئا في الكثير من تقديراتي الخاصة، وقناعاتي الشخصية، وأعتقد صادقا أنني بعد مرورها،- إذا  ما قدر لي  وخرجت  سالما من تبعاتها  النفسية والعقلية- سأحاول الحفاظ على ما حققته من مكتسبات، أبسطها، الحفاظ النظام الصارم الذي تعودت على وثيرته، وساهم في ترميم خرائب ذاتي، وغير لدي العديد من القناعات السابقة. اكتشفت صدفة، أنه لم يعد هناك ما يدفعني إلى التهافت، أو التنافس من أجل لا شيء لأنني اعتقدت أن ما كنت أشيد هي صروح شامخات، لكن تبين لي في الواقع أنها كانت مجرد سراب خادع ليس إلا. دكت دكا مع أول اصطدام حقيقي أيام الحجر الصحي.
وأدركت متأخرا، أن لا شيء يعادل قيمة الحرية التي حرمت منها على حين غرة، سواء في تنقلاتي، أو في ممارستي لحياتي اليومية، التي كنت أجعلها أكثر تعقيدا، وأنا أتحامل على ذاتي، ونفسي، تأنيبا، وانتقادا...  وتأكدت بالملموس، أن كل ما كنت أعيشه من رفاهية، كان علي الاستمتاع بها، للتنفيس عن روحي.  وأن تجاهلي بشكل متعمد، وبازدراء لبعض التفاصيل الصغيرة، والعابرة، وعدم إيلائها ما تستحق من عناية، كان خطئا لا يغتفر، وتخاذلا بليغا وربما مقصودا، تسبب في النهاية في حجب جمال الأشياء من حولي. لذلك وبعد تأمل عميق خلال هذه الفترة، يمكنني أن أجزم، أن تلك الأشياء العابرة، كانت تجسد بشكل راق جدا، معنى من معاني الحرية، في أبهى صورها، وأروع تجلياتها. وهو أمر لم أكن لأنتبه إليه، لولا ما تعرضت إليه من حرمان مفاجئ، أصبحت معه حياتي مقيدة عن بعد، وموجهة بترسانة من القوانين الاستثنائية...  فأصبح لزاما علي إعادة النظر في ماهية، وشروط حياتي، كفرد داخل مجتمع تغيرت قيمه، وبهتت ملامحه بشكل مفاجئ.
اقتنعت أخيرا بما لا يدع مجالا للشك، أن حياتي كإنسان لا قيمة لها بالمطلق، ضمن محيط التحولات الجديدة، وفي ظل ما بات يحدق بي من موت محقق في كل لحظة، وحين.
لم أكن أفكر في يوم من الأيام، أنه في زمن المحنة، قد تتفتق مواهبي، و قدرتي على التغيير بسبب الخوف من المجهول، أو من خلال محاولاتي الجادة في البقاء على قيد الحياة. أشعر اللحظة، أن فوبيا الموت تطاردتني، فأداري خوفي كي لا أتبط عزيمة من هم من حولي، ورعبي لا يوازيه سوى ذلك الغموض الصامت، الذي كنت أراه في عيون محمد اليوبي،  وهو يقدم على شاشة التلفاز ، الحصيلة اليومية للجائحة، بصوته الهادئ  والمطمئن، ونظراته التي  تذيب لهيب حرقة مستعرة بالأعماق. وهو يمنينا بكون القادم سيكون أفضل.
بين السخرية من الوباء التي كنت أشمئز منها على مواقع التواصل الاجتماعي، والفيديوهات، والمشاهد التي تبرز تكسير  الحجر الصحي بشكل سافر - حجر أنفقت  الدولة  من أجل إنجاحه الكثير من الجهد، والوقت، والمال -  كنت أصاب بالخيبة، كلما تناهت إلى مسامعي مؤشرات الاصابات، والوفيات، وهي  تزداد ارتفاعا يوما بعد آخر.  -لأسباب لم تعد مجهولة- ونحن نصطدم بعشرات التصرفات غير المحسوبة  لبعض المواطنين، من المستهزئين بحقنا في الحياة. ظروف زادتني قناعة أن المعركة التي سيخوضها الوطن ضد الوباء، وتداعياته، أكبر بكثير من خرجات عشوائية، وخطوات غير محسوبة، تخبط خبط عشواء، ليصبح النفق الذي كنا نروم العبور منه، أضيق من سم الخياط، وصور صادمة تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي لعشرات من المواطنين، داخل مراكز تجارية كبيرة يتهافتون فيها، ويتقاتلون على اقتناء أكبر كمية من المواد الغذائية، ومن مواد التنظيف، في الوقت الذي كان فيه سكان أخرين من مكان آخر من المعمور، يتهافتون على اقتناء الكتب، والمجلات.  مشاهد عمقت بداخلي الإحساس بطبيعة الافلاس الحقيقي الذي نعيشه داخل الوطن، وبحقيقة البؤس، والخوف من جوع وهمي، يقضي على كل بصيص أمل من أجل عبورنا بسلام نحو بر الأمان. لم يكن من السهل أن نتغاضى خلال هذه الأزمة، عن تنمر بعض الأفراد-من الموظفين البسطاء- و هم يمارسون شططهم في استعمال السلطة، ليبرز لنا جليا أن القصور الحقيقي،  لا يكمن في القوانين، بل في عقلية  بعض الساهرين على تطبيقها، وفي طيش المتعطشين منهم للاستبداد باسم القانون، و بهتانا باسم الوطن.
لقد عرت الأزمة في وطننا عن الهشاشة، والتدليس، وعن الجشع، والغش، والزيف. وكشفت عن واقع العباد، والبلاد.
خلال هذه الفترة العصيبة، تعرضنا لتغيير قسري، فرض علينا التفكير بشكل جدي في السبل، التي باستطاعتها أن تمنحنا سعادة حقيقية. وترسخ لدينا قناعات بديلة، وواقعية، للتعايش مع مختلف الأزمات، والطوارئ، -والجوائح بصفة عامة-، لأنها قابلة لحظة قابلة للتكرار، وستصبح واقعا لا مناص منه، يفرض علينا تكييف سلوكنا وفق ما تقـتضيه شروط، وظروف التعايش المشترك، في الفضاءات العمومية، وفي أماكن العمل، وفي المنازل، حفاظا على سلامتنا، وحياتنا، وحياة الآخرين.  والتكيف مع مختلف المستجدات التكنولوجية، في وقت بات فيه الاعتماد على الرقمنة، أمرا لا محيد عنه، في مختلف المجالات الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية.  وهو ما يؤشر على تحول يمكن اعتباره من المكاسب التي يجب الحفاظ عليها، لتعضيد ما تكبدناه من خسائر فادحة في منظومة قيمنا. – رغم ما قد يشوب هذا التحول المجتمعي من   تعثر البدايات-.
غير أن ما أكثر ما كنت أخشاه، هو أن تمر الجائحة، دون أن أتمكن من استيعاب تحولاتها العميقة.  فالجوائح دروس وعبر، عملت خلالها العديد من الأمم جاهدة عبر تاريخها التليد، على بناء الأفراد، والجماعات، من خلال توجههم نحو الخلق، والإبداع، والابتكار. وتمكينهم من الاعتماد على الذات. وهي تزرع الثقة في أنفسهم، وترسخ في أذهانهم، وقلوبهم حب الخير، وحب الناس، وبالتالي حب الوطن.  
فكلما تسلح الأفراد بالمعرفة، تمكنوا من إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وقد تمرسوا على حسن التدبير، وعلى التربية على الاختيار، واتخاذ القرار، وعلى التضامن، والتشبث بروح التكافل، والإيثار. إنجازات، لا محالة ستمكنهم في نهاية المطاف، من صون منظومة القيم من الانهيار، ومن المحافظة على إنسانيهم من الاندثار.
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Ragata10


Dernière édition par Admin le Dim 26 Juil - 22:02, édité 1 fois
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty العربي الرودالي

Message par Admin Lun 29 Juin - 9:15


بعد الحجر- إنجاز عزيزة رحموني
من الحجر الكامل الى الحجر الموجه يظل الكثير مِنّا تحْت الحجْر، ما الذي اسْتـفدْناه من الحجر؟ و كيْف نتصرف بعده؟ هل تغيّرتْ نظرتنا للحياة و الإنسان بسبب الحجر؟ سنُسائل بعض المثقفين حول تموقعهم في ساحة الحجر...لنتابع  بوحهم فينا يلي.
العربي الرودالي –باحث- سوسيولوجيا الأدب
الوجه المزدوج لكورونا

كورونا تحضر
-جاءت تتهادى بين المخالطين... تختار من ولائمها ما تشتهي... تتحرش بمن تشاء وتتجول أين تشاء... تنتشي فتزداد قوتها الخفية... ونخاف نحن ثم نخاف إلى أن نخاف... ومن سوء طالعنا، أننا نلاحظ حظوظها تتقوى فنبتئس، ويزداد انتشارها حتى تبلغ نجوميتها القاسية ...ونبتئس بغبننا في الحجر البئيس.. يستفزنا التأمل فنكاد نجن.. نتوه بهواجسنا، وهي ما تفتأ تكتسح دواخلنا، فيحيرنا ذاك الخوف الخارجي .. ورغم زخم الضجيج الميؤوس لا نكف عن التأمل، نغازله بالأمل ويغازلنا بالملل ... وبإيعاز من كورونا وإيحائها، لغاية في نفس مكرها، صرنا نمهر كل صفات الوهم ونصدقها... ويزيد زهوها متى يتزايد خوفنا...اعتزت فخرا وانتشاء لالتقائها بحضارة العصر النرجسية، فأنزلتها من أبراجها، تحدتها باحتيالها... واحتدم بقوة، ملل أجبرنا عليه، من كل مريض يجهل ما به، ومن كل طبيب لا نعرفه، ومن كل خبير لا نعلمه ...فكان ذلك مجحفا في حقنا، نحن سكان زمن الألفية الثالثة ...إنه خيار كان ومصير صار ..لم ينفلت من مخالب كورونا شيء أو أحد ...كل يخاف، كل يحتاط، كل يتوجس ويصاب... فانمحى العنف وانمحى الشغب والتمايز والتفاضل ومظاهر المحسوبية، وحتى التهاون الذي واظبنا عليه، من الجميع إلى الجميع... غريبة هذه المساواة الوبائية والوجودية ... ومن غرابة اللحظة هذه صرنا نفكر بإيمانياتنا، وبرؤانا التي تفتقت عن المستحيل، فحولتنا كرونا هذه إلى نساك ورعين... صرنا هكذا مدمنين منفردين، على فسحة قراءات رحيمة حصلت، وكانت قد ندرت، سواء رقميا أو ورقيا، شرط أن تكون لدي بالذات، أعمق مما كان يطالع .. فتشت عن "رسالة الغفران" للمعري، وعن قصيدة "الأرض اليباب" لإليوت، وعن تاريخ أقوام صحبة "هيرودوت"، وعن "المقدمة" بمعية ابن خلدون، لأخرج من الحجر بعيدا... صرت أقرأ أكثر مما أكتب، أطالع ما كان غير ممكن وغير مقدور عليه، وما كان دوما نادرا فصار مؤنسا ..وفي بيوتنا كل منا يتعلم كيف يدبر أموره وأمورنا، بين كبيرنا وصغيرنا ..إنها نعمة انتعاش حجري تضافرنا فيه، واستأنسنا...

كورونا تغادر
-جاءت تجر أذيالها وبؤسها...تطرق أبوابنا وتطل من الشقوق...فنعاينها من وراء الزجاج ومن أعلى الشرفات...يمنعنا الحجر ويمنعها.. تمنت كورونا التعرف على إنسان سيخرج بعد رحيلها أقوى من ذي قبل..لقد استيقظ ولم يعد يستبلد أحدا، كما لم يعد يستبلد نفسه... إنه زمن خوف وزمن شجاعة وزمن يقظة.. فحتى الضعيف، صار هو من يكافح ظروفه، وظروف كل الظروف.. تعلم كيف يدرك ما لم يكن يدريه، وقد كان جاهلا له... والقوي الذي فقد شجاعته ، صار يمعن النظر في تواضعه دون نخوة، ولم يكن من قبل ينضبط... فطوي الكل في صحيفة لهما، يوقعان على كلمة شرف بمداد حلم وسطر قيم، على دفتر من ذهب..وها أنا قد انطلقت أيضا أتمنى بدوري وأشعر...كنت خاملا فصرت جادا..تحالفت مع كتاباتي بعد أن عاشت تعرفني منذ ما قبل، وتجاهلتها أنا لقدمها.. وكثيرا ما أحسست بطعم الحرية شديدا، بعد أن صرت أقارن نفسي وأنا في بيتي المغلق، بنزلاء حجر السجون ، فأتأسى على أحوالهم ؟ وتعاطفت مع نزلاء الأقبية المظلمة، فشعرت بالوحشة والتوحد...   -وها هي أخيرا قد جاءت كورونا تطرق الأبواب لغاية في نفسها.. لقد  بدا أنها تذكرت أناسها الذين امتلكتهم رعبا، لتعتذر لهم تأدبا وطيبا... لكن هيهات.. كل شيء قد فات ... قد صاروا يقدحون فيها بالتخوين كمتآمرة لن تعفى ولن تخفى، وبالحقد زادوا جرموها ...لقد بدا لها هذا الإنسان في هذا الزمان، أقوى مما مر من أقوام الأوبئة البائدة، فانصاعت له.. استطاع بخوفه وشجاعته واستماثته أن يتحد، ويضرب في عمق هذه الحرب العالمية  التي اشتعلت، اختباء كل الأوبئة ..
-فوداعا كورونا، لا داعي... ولماذا الآن قلبك لان؟ لقد ربحنا الرهان... حذري سلالتك القادمة منا... فنحن لها مستعدون، نحن عشنا الحجر في أيامه الأولى إلى حد أيامه الأخيرة، حتى خبرناه... فلا داعي... انقلبي على أعقاب فشلك...فلم يبق لك سوى أن تغادري بمكرك، تجرين الوهن.


دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Aicao-10
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty ادريس الواغيش

Message par Admin Dim 26 Juil - 22:07

القراءَة والإبداع مع العُـزلة الاختياريَة وليس مع الحَجر الصّحّي
بقلم: ادريس الواغيش


فيروس كورونا المستجد covid-19 كان حدثا استثنائيا في العالم، عاشته وتعايشت معه البشرية بشكل أو بآخر، وإن ظهر التأثير بشكله السلبي على الطبقات الأكثر هشاشة. هذه الحالة الوبائية فرضت ما سُمّي بـ "الحَجر الصحّي"، تجلت مظاهره على الخصوص في الحالات النفسية والاجتماعية في العُمق، وبدأنا نسمع عن مَوجات من الاكتئاب التي وصل الأمر بأصحاب الحالات الأكثر حدة إلى الانتحار. تعدّدت الأسباب بين النفسي والاجتماعي، لكن يمكن إجمالها فيما هو اقتصادي بالدرجة الأولى، بسبب التوقف عن العمل أو نقص السيولة لدى القطاع غير المُهَيكل، عكس ما سمعناه وقرأنا عنه من إيجابيات في الظاهر، لكن الأكيد أن هناك تغيّر في المزاج العام بسبب تقلص الفيروس في بعض المناطق وامتداده في أخرى، فأين هي الحقيقة بين ظواهر الأمور وبواطنها؟
الإبداعُ والمقروئية في ظل الحَجر الصحي:
صحيح أن الكتابة والقراءة ترفعان من الرّوح المعنوية في أزمنة الأوبئة، لكن لا بد من توفر طقوس معينة، إذ أن كل كاتب له طقوس خاصة يجب توفرها من أجل الكتابة والإبداع، ومع ذلك نجد أن نسبة المقروئية قد ارتفعت بشكل ملفت للنظر ظاهريا، والأكيد أنه لو تمَعّنا في عُمق المعطيات وباطنها لوجدنا الأمور تمشي بشكل مختلف، مع ما لاحظناه من ارتفاع في منسوب الهَوَس الاكتئابي والضغط والقلق لدى عامة الناس، وحالات الخوف المستشرية بين شرائح اجتماعية واسعة ممّا هو قادم رغم ما يظهرونه من لامبالاة، وهذا يدحض كل الفرضيات السابقة، لذلك لا أستبعد أن يكون هناك ادعاء ظاهري مبالغ فيه بالقراءة والكتابة، بخلاف التكيّف و الصبر المفروض قسرًا مع الضرورات التي تلزمها الحياة والقانون. نعرف أن القراءة كما الكتابة لدى أغلب القراء والمثقفين بمختلف مستوياتهم لها طقوسها التي تختلف من شخص لآخر، لكنها توحّدت عند الجميع "فجأة" في ظل الحجر الصحي، وهكذا بدأنا نسمع ونقرأ عن موجة كتاب "في اليوم"، وشرع الجميع ينشر أغلفة كتب على الفضاء الأزرق بدافع شخصي أو إيعاز من صديق، لكنني شخصيا لديّ شكوك في مصداقية هذه الادعاءات وهذا يدفعني ألا أتفق مع أغلبها، لأن كل المؤشرات تدحضها، وإلا كيف نفسّر الجُمود الذي عرفه الإبداع في مختلف التخصّصات.
الطيور تغرّد خارج أقفاصها:
ما عشناه من حجر منزلي لحد الساعة هو شيء غير طبيعي، كان سجنا بلا أسوار، نعيش فيه مرغمين داخل منازلنا كما تعيش الطيور في أقفاصها، وبالتالي لن تكون النتيجة طبيعية كذلك، إذ كان عصيا على الكتاب أن يبدعوا وهم مسجونون في بيوتهم أو مقيّدون، رغم كل الادعاءات التي سمعنا بها وقرأنا عنها. وما دامت الطيور لا تغرد إلا خارج أقفاصها، المبدع أيضا لا يختلف عن الطائر الحرّ، إذ يستعصي عليه الإبداع في ظل هذه الظروف، رغم بعض الولادات القيصرية التي ظهرت بشكل محتشم ومحدود في بعض المجالات.
ما الذي استفدناه من الحَجر؟
قد تكون المرحلة التي عشناها إلى حدود الآن من "الحجر الصحي" هي الأسهل، كل استفاد منها على طريقته، سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو الدول، هناك أشخاص ضاعت منهم وظائفهم أو توقفت أرزاقهم وأعمالهم وبالتالي ضعفت مناعتهم النفسية، لكن في المقابل هناك "تجار الأزمات" استفادوا منها وتقوّت لديهم هذه المناعة، هناك أيضا دول تضرّرت اقتصاداتها، كما هو حال بعض الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول إفريقيا والشرق أوسطية التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على تصدير الغاز والبترول، في المقابل نجد دولا أخرى لم تفوّت الفرصة لتقوية اقتصادها، وعلى رأسها كوريا الجنوبية والصين اللتان لم تتوقف صادراتها.
المغرب بدوره كدولة نامية، استفاد من هذه الجائحة على طريقته، وحاول تكريس وجوده على المستوى الديبلوماسي قاريا في إفريقيا وإقليميا في شمال إفريقيا وبحر الأبيض المتوسط، وظهرت فيه بعض الصناعات التي انضافت إلى صناعات أخرى، أعطته وجها اقتصاديا مغايرا مثل صناعة الكمّامات وبعض الأدوية وأجهزة التنفس، وهكذا أصبح المغرب لا يكتفي بتصدير الطماطم وبعض المواد الفلاحية أو النصف مصنّعة، وتبيّن أنه استفاد من الجائحة بفضل الاعتماد على طاقات شبابه في مختلف العلوم، وتنبأ له الكثير من المراقبين بالذهاب بعيدا. هذه الدينامية مكنته من ترسيم حدوده البحرية على الواجهتين، الأمر الذي لم يكن مُمكنا ولا مسموحا به من قبل، وهذا ما أكدته بعض الدراسات التي أفادت بأن المغرب يتموقع في مراتب متقدمة إفريقيا وضمن الدول المؤثرة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، والاقتصاد كما نعرف هو من يحكم العالم وليست الجيوش العظمى.
المغرب يدخل شبكة التعاملات الرّقمية واستغلال الثورة الصناعية الرّابعة:
حائجة كورونا جعلت المغرب يدخل شبكة التعاملات الرقمية، وهي أحد الحلول الممكن استغلالها في ساعة المحن كتكنولوجية "الثورة الصناعية الرابعة"، وقد تحدث مستقبلا تغييرا جذريا في منظومة من التعاملات سواء في القطاعات الحكومية أو القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في لحظة الأزمات. كان لزما على الدولة ومؤسساتها أن تبحث عن بديل في هذه الجائحة، ووجدته في التقنيات التي استفادت منها قدر الإمكان، يجوز لنا أن نعتبرها نوعا من التمرين والتدريب يمكن الاعتماد عليها مستقبلا في الأيام العادية وليس في حالات الاستثناء، وتسخيرها لرفع مستوى الخدمات على جميع المستويات بحثا عن التميز والابتكار في المجالات التعليمية والعلمية.
هكذا رأينا نوعا من التعاملات تتم عن بُعد: محاضرات، محاكمات، ندوات فكرية...إلخ، يتم من خلالها التواصل في مختلف القطاعات الحكومية مثل: الجلسات القضائية و"التعليم عن بعد" من السلك الابتدائي إلى الجامعي بالاعتماد على منصة (TelmidTICE- تلميذ تيس)، الأمر الذي لم يكن متاحا سوى في جامعات شهيرة بدول أوربية أو أمريكية. وسواء نجحت هذه المحاولات بشكل نسبي أو بقيت مجرد "بريكولاج"، فإنها لا مست أمرا في غاية الأهمية في عالم اليوم، وهو ترويض التكنولوجيا في إداراتنا أو عند الطلبة والتلاميذ في مؤسساتنا التعليمية، رغم أن عملية التعليم تبقى في جوهرها تفاعلية أكثر من اعتمادها على التلقي، لكن في كل الأحوال يبقى استخدام التكنولوجيات هو مفتاح علوم الغد بكل تأكيد.
التوَجُّـس مما هو آت:
مع بداية تخفيف الحجر الصحي، يبقى الخوف كبير ممّا هو آت من موجات أخرى، قد يتولد عنها صدمات نفسية عنيفة أو بطالة مستديمة بين كثير من الشرائح الاجتماعية، يمكن أن ترمي بها بين أنياب الاكتئاب، وهو أمر وارد جدا وإن بشكل متفاوت، لكن بدرجات أكثر حدة عند شعوب الدول المتقدمة التي ألفت العيش في ظروف أفضل، وأي نقص في هذا الجانب لديها، قد يكون له وقع أكبر من المواطن في العالم الثالث الذي يمكنه التأقلم مع هذه الوضعيات الصعبة. وما يزيد من التخوّف، هو أننا لم نعد نعرف كيف ستتطور الأمور مستقبلا في أكثر الحالات تفاؤلا، رغم أن كل المؤشرات تقول أن خريطة العالم الاقتصادية والسياسية والعسكرية قبل ظهور فيروس كورونا، لن تكون هي نفسها بعد اختفائه...!.
دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Co_aio10
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty المصطفى ملح

Message par Admin Dim 26 Juil - 22:12


بعد الحجر- إنجاز عزيزة رحموني

من الحجر الكامل الى الحجر الموجه يظل الكثير مِنّا تحْت الحجْر، ما الذي اسْتـفدْناه من الحجر؟ و كيْف نتصرف بعده؟ هل تغيّرتْ نظرتنا للحياة و الإنسان بسبب الحجر؟ سنُسائل بعض المثقفين حول تموقعهم في ساحة الحجر... لِنُطِلّ على بوحهم...لنتابع...
المصطفى ملح- شاعر مغربي
الخوف الحقيقي الذي يستبد بي: الخوف من كوفيد 20.

في منتصف مارس من هذه السنة تقريبا، خرجت الجرذان الآدمية من جحورها، لتملأ الأكياس والسلال والجيوب طعاما، كما لو كان العالم يعيش قيامته الأخيرة. طوابير لا تعد ولا تحصى من الأجساد تشرئب نحو السلع الغذائية، يسوقها جوع غريب. في تلك الساعات زاد اقتناعي بأن البشريين ليسوا أقل ضراوة ولا فتكا من باقي القوارض البرية الأخرى.
بعد ذلك توقفت عجلة الحياة، وتفشى الفزع في الأمكنة، وصارت العيون الخائفة تلتمس، صباح مساء، ما تجود به عليها القنوات الإخبارية. في وضح النهار خوف يتناسل، وفي الليل يتأهب الجميع لعد الموتى والمصابين والمرشحين ليكونوا أمواتا أو مصابين. كان المشهد سورياليا بامتياز: فالدول التي كانت تعد متطورة علمية تنهار دفعة واحدة، وصار من الممكن أن تتحول العواصم الجميلة إلى ما يشبه خرائب قديمة في أفلام الكوباي التي تروي قصص مرعبة عن الغرب الأمريكي. ألف شخص يقضي نحبه في أربع وعشرين ساعة، والآلاف يصابون، بل عشرات الآلاف. وكان تفكيري منصبا في تلك اللحظة عن فقراء وطني، ماذا سيحل بهم لو أن جائحة كورونا توغلت في ربوع الوطن، خاصة وأن فقراءنا يعانون من غياب الرعاية الصحية قبل زمن كورونا؟ كنت أرسم في عقلي سيناريوهات، تشبه إلى حد كبير قصص هيتشكوك، عن الموت الجماعي الذي بات قاب قوسين أو أدنى. أتخيل آلاف الجثث، وجنائز بلا معزين، وقبورا عملاقة تضم ما لا يحصى من الأرواح النافقة.
من جهة أخرى، كنت أنشغل بإنجاز الدروس وتصوير الفيديوهات التربوية في إطار ما اصطلح عليه بالتعليم عن بعد. لم أقرأ ولو كتابا واحدا، باستثناء القرآن الكريم في رمضان. ولم أكتب حرفا واحدا. كنت أنجز الدروس والتمارين نهارا، وأعد الموتى والمصابين ليلا.
وفي تلك الأسابيع تغير كل شيء: اختفت الراقصات والمهرجون والمغنون، وطفا على السطح الأبطال الحقيقيون ممثلين في الأطباء ورجال الأمن. كان هذا الانقلاب رائعا، لأن الناس باتوا يرون الأمور بعين اليقين، بعدما كانوا من قبل لا يرون إلا بعين الوهم. الزائفون والزائفات، والمنافقون والمنافقات، ذابوا في غياهب النسيان. غير أنني كنت مقتنعا بأن هذا الوعي مجرد شرارة ستطفئها الريح قريبا. كنت على يقين بأن كوفيد 19 سيصير في خبر كان، ويخرج المرابون والمهرجون والراقصات من الأوكار المتعفنة، ليستعيدوا عروشهم المحطمة، بينما يُنسى الأطباء ورجال الأمن وكل أبطال الوطن الحقيقيين.
علمتني السيدة كورونا بأن الألم هو شعور فردي
الآن نعيش تخفيفا. العزلة توشك أن تلفظ أنفاسها، ثم تخرج الجرذان البشرية من جديد لتفسد في الأرض. لن يتغير شيء أبدا، لأن الدعامات التي ينبني عليها قانون وجودنا على الأرض لم تتغير. عقلية الاستبداد والسادية المقيتة واستغلال الآخر، الآخر الذي لا حول له ولا قوة، كل هذا لم يتغير. لقد علمتني هذه الجائحة أنك إن جعت وظمئت أو جرحت، فلا أحد يشعر بما تشعر به. لا أحد يقاسمك جوعك أو ظمأك أو جرحك، بل إنهم يحجزون المقاعد الأولى، كما لو كانوا بدار أوبرا، ليتفرجوا عليك، على موتك الفجائعي. علمتني السيدة كورونا بأن الألم هو شعور فردي، وأن دمي إذا ساح فلن يسيح من شريان أحد غيري. وإن مت فلا أحد يضطجع في قبري. ربما الأمر الوحيد الذي يشاطرك فيه الآخر هو وجودك. أجل، إنك تشكل عبئا على الآخر، سواء كان شركة أو مؤسسة أو منظومة قيم أو تنظيم. لهذا فهم لا يسرهم أن تحيا كأن الأوكسجين الذي تستنشقه هم صانعوه!
الآن، في هذا الحجر المخفف، أفكر في كوفيد 20، وأقصد به الفيروسات التي تأكل أرواح الناس. أعتقد أن موت القيم الجميلة من حب وشرف وعدالة وتسامح، هو أخطر من أي فيروس محتمل. هذا هو الخوف الحقيقي الذي يستبد بي، الخوف من كوفيد 20.
Admin
Admin

Nombre de messages : 6730
loisirs : peinture/dessin/lecture/et bien d\'autres....
Humeur : joyeuse, le plus souvent.
Date d'inscription : 10/01/2008

http://souzsoleil.sosblog.fr/

Revenir en haut Aller en bas

دردشات حول كورونا  هنا و هناك - Page 2 Empty Re: دردشات حول كورونا هنا و هناك

Message par Contenu sponsorisé


Contenu sponsorisé


Revenir en haut Aller en bas

Page 2 sur 2 Précédent  1, 2

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum